من فرد أمن إلى بائع حرنكش.. "عبدالرحيم" يروي حكايته مع الأيام

كتب: يسى روماني

يجلس على قارعة الطريق بجوار عربته الصغيرة، التي يضع عليها الحرنكش، منتظرًا الزبائن الذين قد يدفعهم الشوق لتجربة هذه الفاكهة الغريبة التي تختبىء داخل نسيج ورقي رقيق، الكيلو يبدأ من 50 جنيهًا ويصل أحيانًا إلى 70 جنيهًا والمكسب اليومي قد لا يتجاوز الـ100 جنيه، هكذا يروي عبدالرحيم جمال بائع الحرنكش قصته مع الأيام الطويلة التي يقضيها على الأرصفة من أجل لقمة العيش.. اقتربنا منه ومن عالمه في السطور التالية، فكان هذا الحوار:

متى بدأت العمل على عربة الحرنكش؟ ولماذا لم تبحث عن فرصة عمل أخرى أكثر استقرارًا؟

أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 3 سنوات، ولم أجد فرصة شغل أخرى غيرها، وبسبب صعوبة الظروف الاقتصادية جعلتني ألجأ إلى هذه المهنة غير المستقرة، حيث إنني كنت أعمل قبل ذلك في شركة أمن ولكن حدث لي ظروف صعبة جعلتني أترك هذه الشركة، وأقف على عربية الحرنكش في النهاية.

وكيف جاءتك هذه الفكرة؟

كنت أجلس مع أحد الأصدقاء في يوم ما، وكان يرى الظروف الصعبة التي أمر بها، فاقترح أن أقوم بعمل عربة صغيرة لبيع الفواكه في كل موسم لها، ففي موسم الحرنكش أبيع حرنكش كذلك في موسم التوت أبيع التوت وهكذا.

لكل مهنة متاعب معينة؟ ما متاعب عربة الحرنكش؟

مهنة الحرنكش بسيطة حيث أستطيع أن أتحمل متاعبها، وعلى الرغم من أنني أقف على رجلي ما يقرب من ١٥ ساعة يوميا، إلا أنها أبسط بكثير من مهنة “الفاعل” مثلا التي تحتاج إلى قوة بدنية عالية، وأنا بسبب الظروف الصحية التي حدثت معي لا أستطيع ممارسة أي مهنة شاقة.  

ما هي التحديات والصعوبات التي تواجهك في الشارع؟

التحديات التي تواجهني تتمثل في تعدي الخارجين على القانون علينا، وكذلك مرور البلدية ومسؤولي الحي، فأحيانا يأخذون العربة، وأحيانا يأخذون الميزان كما يمكنهم تغريمي بما يترواح ما بين ٣٠٠٠ إلى ٤٠٠٠ جنيه بحجة أنها مخالفة إشغال طريق.

هل هناك أساليب جديدة تبتكرها لكي تجذب الزبائن؟

نعم أقوم بعمل أشكال جديدة بالحرنكش، مثل زهور الورد وأشكال أخرى تقوم بجذب الزبون على الشراء.

من أين تقوم بشراء الكميات الكبيرة من الحرنكش؟

هناك أماكن متعددة لشراء كميات الحرنكش مثل سوق العبور أو سوق الجملة في أكتوبر ولكن ما أقوم بعمله أنني أتفق مع أحد الباعة في سوق الجملة أو سوق العبور، وأطلب منه الكمية التي أحتاجها للبيع ويقوم بتحمليها لي على عربة ربع نقل وأنا أكون في انتظارها.

كيف تنظم وقتك ما بين العمل والاهتمام بأسرتك؟

أنا مغترب من سوهاج، حضرت للعمل في القاهرة، منذ أكثر من ١٧ سنة، وكما ذكرت في بداية حديثي أنني كنت أعمل في شركة أمن، ثم حدثت لي ظروف ما، وعادة أسافر سوهاج كل فترة، حيث أقضي مع أسرتي أسبوعًا ثم أعود إلى عملي في القاهرة مرة أخرى.

هل لديك خطة تعمل عليها لكي تستطيع توسيع مصدر رزقك؟

في هذه الفترة لا أستطيع توسيع مصدر رزقي، فهذه المهنة موسمية وغير مقتصرة على نوع واحد فقط بل عدة أنواع من  الفواكه، ولذلك أما مضطر للتواجد بالعربة في الشارع سواء كان في الشتاء أو في الصيف.

Scroll to Top