"الشغل مش عيب".. الدكتور أحمد تاجر سمنة بالنهار وطبيب نساء بالليل

كتب: يوسف سامي - كريم محمد حامد

نجد في بعض الأحيان أشخاص يعملون في مجال عمل غير تخصصهم، ولكن من الصعب أن نرى طبيبًا يعمل بمجال غير مجاله، وخصوصًا إذا كان ذلك المجال له طابع تجاري.. القصة الطريفة التي نرويها هنا بطلها الدكتور أحمد محمد علي، طبيب أمراض النساء والتوليد، حيث يعمل في مجال إنتاج وبيع “السمنة” في حي مجاور لحي السيدة زينب منذ ٤٠ عامًا، الحقيقة دفعنا الفضول لنتعرف أكثر على أسرار هذه القصة، فكان حوارنا التالي معه..

في البداية سألناه.. لماذا اخترت العمل في هذه المهنة رغم بعدها عن تخصصك الأكاديمي؟

هل تواجهك مشكلات في تنظيم وقتك بين مهنة الطب وتجارة السمنة؟

اخترت العمل في هذه المهنة لأن أبي كان يعمل بها، مما جعلني أحب هذه المهنة وارتبطت بها ارتباطًا وثيقًا منذ حوالي 40 سنة، وبالتالي فهي مهنة متوارثة عن أبي، ولا أشعر مطلقا بأي غضاضة من ممارسة هذه المهنة جنبًا إلى جنب مع مهنة الطب. 

هل تواجهك مشكلات في تنظيم وقتك بين مهنة الطب وتجارة السمنة؟

بالطبع, واجهت العديد من المشاكل في تنظيم وقتي بين المهنتين، ولكني استطعت التغلب على المشاكل من خلال تنظيم جدول عمل خاص بي حيث أخصص وقت الصباح للعمل في تجارة الزبدة، ووقت المساء للعمل في مهنة الطب، وقد واجهت العديد من الصعوبات في مجال عملي، ولكن من أهم هذه الصعوبات والتي أوجهها إلى الآن هو محاولة الاستمرار في المهنة ومقاومة شبح الاندثار الذي يحيط بها، من كل جانب ويهدد قدرتها على الاستمرار. ذلك إن تجارة السمنة لم تعد مثلما كانت في الماضي، في ظل ارتفاع أسعارها واتجاه الزبائن للمنتجات المستوردة والبديلة.

ما الإنجاز الذي تفتخر بأنك حققته في هذه المهنة؟

الإنجاز الذي أفتخر بتحقيقه هو الحفاظ على المهنة والوقوف أمام شبح الاندثار وعدم الاستسلام له، بالإضافة إلى الحفاظ على جودة ونوعية السمنة التي كان يصنعها والدي وجدودي.

هل تأخذ “السمنة” وقتا كبيرًا في إعدادها؟

نعم, تأخذ السمنة وقتا كبيرا في اعدادها حيث يتم صناعة السمنة علي مدار ٦ اشهر والعمل لمدة ٥ ساعات يوميا وهو ما يتطلب مجهودًا قاسيًا جدًا.

ما الذي يميز السمنة التي تنتجها عن المنتجات المنافسة؟

تتميز السمنة الخاصة بي بأنها من أجود أنواع السمنة الموجودة في الأسواق، بالإضافة إلى أنها لا تحتوي على أية إضافات أو عناصر خارجية.

هل تعرف عدد المنافسين لك في هذه المهنة ؟

تعرضت المهنة في الفترة الأخيرة لتقلص كبير، فلا يوجد إلا ثلاثة أو أربعة أشخاص يعملون في هذه المهنة مما يجعل مجال المنافسة يكاد أن يكون معدومًا .

هل كان هناك مشاهير وشخصيات بارزة تتردد على المحل؟

نعم, كان هناك العديد من الشخصيات البارزة في التاريخ المصري والتي كانت تتردد علي المحل ومن أهم هذه الشخصيات، مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر الأسبق فكان يشتري من والدي، بالإضافة إلى توافد العديد من الفنانين على الشراء من المحل.

ما الذي تطمح إلى تحقيقه من هذه المهنة؟

أطمح بالاستمرار في هذه المهنة وحمايتها من الاندثار وإعادتها مرة أخرى لسابق عهدها.

Scroll to Top