"نانسي".. مشوار "سيدة الكشمير" من الفشل والديون إلى النجاح والريادة

كتب: يوسف سامي - محمد أحمد حافظ

عُرفت المرأة المصرية طوال تاريخها بعظمتها وقوتها وقدرتها على تحمل المصاعب وعدم الاستسلام لها.. نانسي عبد ربه، نموذج ملهم لسيدة مصرية ناجحة، بدأت مشروعها الخاص بإنتاج الملابس من قماش “الكشمير”، وأصرت أن تستمر في العمل عليه رغم الظروف القاسية التي واجهتها، حيث وضعت أمام عينيها فقط طريق النجاح، ولم تترك مجالًا لليأس، في الحوار التالي معها تروي لنا نانسي عن رحلتها في هذا المشروع والمصاعب التي واجهتها من بداية العمل عليه.

في البداية، كيف جاءتك فكرة هذا المشروع؟ ومتى بدأتِ العمل عليه؟

جاءتني فكرة المشروع بالتدريج، عندما بدأت في البحث عن مصدر رزق إضافي لزيادة الدخل الخاص بي من اجل مساعدة أسرتي في تحمل أعباء الحياة الصعبة، وبدأت بتجارة الملابس، حيث أشتري بالجملة وأقوم ببيعها لزملائي في العمل، وقد بدأت العمل على هذا المشروع منذ عام ٢٠١٠.

ما المشكلات والعقبات التي واجهتكِ منذ بداية مشروعك؟ وكيف استطعتِ التغلب عليها؟

واجهتني الكثير من المشاكل منذ بداية مشروعي، وخاصة التسويق والسيولة والعمالة، بالإضافة إلى تنظيم الوقت وذلك بسبب إنني أم وأحاول دائما الاعتناء بأولادي والاهتمام بعملي في نفس الوقت، وكذلك بسبب عملي وقتها كمدرسة صباحًا في إحدى المدارس، ولكن أكبر المشاكل التي واجهتني منذ بداية مشروعي والتي كادت أن تنهيه مبكرًا ضعف الجودة والخامات السيئة للأقمشة نتيجة فساد خامة الكشمير الذي أصنع منه الملابس، وهو ما كلفني خسائر مادية فادحة، ولكنني استطعت التغلب علي ذلك من خلال عدم استسلامي لهذه الظروف، وعدم السماح لليأس بأن يتسلل إليّ، وذلك من خلال أنني قمت بشراء بضاعة أخرى من مكاتب البيع بالجملة بالأجل والقيام بترويج لهذه المنتجات من خلال أخذ دروس في التسويق والدعاية.

ما هو التطور الذي شهده المشروع الخاص بكِ؟

منذ بداية المشروع في عام ٢٠١٠ وحتى عام ٢٠١٦ تعرض المشروع للكثير من العقبات والمشكلات مما أعاقني على التطور، لدرجة أنني أوقف المشروع عام ٢٠١٦ وأصبح عليّ دين كبير بلغ ٢٥٠ ألف جنيه، وفي عام ٢٠١٨ استطعت أن أسدد جميع ديوني، وبدأت أول خطوة في تطوير المشروع الخاص بي من خلال افتتاح أول محل لعرض المنتجات الخاصة بالمشروع، من ثم قمت باتخاذ الخطوة الثانية في اتجاه النمو بالمشروع من خلال افتتاح فرع آخر بإمكانيات بسيطة لعرض المنتجات، إلى أن وصلت إلى المرحلة التي كنت أتمناها وهي أن المشروع أصبح لديه 3 توكيلات مختلفة في أسوان، والكويت، وكندا .

ما خطتك المستقبلية للمشروع؟

لا, لم أضع خطة مستقبلية للمشروع منذ بدايته، وذلك بسبب أنني دائما أسعى في الطرق التي أجدها مفتوحة وأفكر في تطوير نفسي وتطوير المشروع، بالإضافة إلى عدم استسلامي إلى الظروف المحيطة بي، ودائما أسعى للأفضل، وذلك من خلال أنني أحاول دائما أن أجعل مشروع الكشمير الخاص بي مميزا عن باقي الماركات المختلفة الموجودة في أي مكان آخر.

ما هي فئات الجمهور المستهدف الخاصة بالمشروع؟

أستهدف من خلال مشروعي جميع الفئات العمرية للسيدات المحجبات حيث تتضمن المنتجات الخاصة بي مختلف الأشكال والأنواع التي تتلائم مع جميع الفئات العمرية المختلفة.

ما الذي تطمحين في الوصول إليه من خلال هذا المشروع؟

أطمح في الوصول إلى العديد من الأشياء من خلال المشروع الخاص بي، أولها أن أستطيع أن أصنع المنتجات الخاصة بي تصنيعا كاملا، وذلك من أجل الوصول إلى جودة المنتجات التي أتمناها، بالإضافة إلى أن أطمح أن أرى شعار كشمير في مختلف الأحياء والمحافظات الموجودة في مصر، وأن أستطيع أيضا الوصول بمنتجاتي إلى جميع دول العالم وأن ينافس كشمير جميع الماركات العالمية.

ما هي طريقتك التي تتبعينها من أجل الحفاظ على جودة المنتجات؟

الطريقة التي أتبعها من أجل الحفاظ على جودة المنتجات الخاصة بي هو أنني دائما أقوم بالإشراف على جميع مراحل الإنتاج، وذلك بدءا من عملية البحث عن الأقمشة وشرائها وصولا إلى عملية تجربتها وغسلها واختبارها قبل البدء بالقيام بأي مرحلة من مراحل الإنتاج، وذلك ما يفسر عدم قيامي بأي شكل من أشكال التوسعات في المشروع إلا عند التأكد من أن ذلك التوسع لم يؤثر بأي شكل من الأشكال على جودة المنتجات، بالإضافة إلى أنني دائما أضع أمامي مبدأ معين وهو أن الذي لا أقبله على نفسي لا أرضاه على غيري، لذلك كلما أرى أي عيب في أي جزء من أجزاء القماش أضعه تحت خانة القماش الفرز الثاني وبسبب صدقي مع نفسي، ومع غيري تقوم هذه المنتجات بتحقيق مبيعات أحيانا تفوق مبيعات المنتجات الأساسية بسبب قلة أسعارها.

ما هي النصائح التي تحبي أن توجيهها إلى الشباب الذي يفكر في أن يبدأ مشروعه الخاص؟

أهم نصيحة بالنسبة لي أحب أن أوجهها للشباب الذي يفكر أن يبدأ مشروعه الخاص هى تقوى الله والصبر والمعافرة والمثابرة والسعى وعدم اليأس وحسن الظن بالله وتحري الحلال من الحرام والصدقات.

Scroll to Top