شموع "ياسمين".. علامة تجارية تنافس المنتجات العالمية

حوار: يوسف محمد

في ظل عودة الحرف اليدوية والتقليدية إلى الواجهة، تبرز صناعة الشمع المنزلي كإحدى الحرف التي استعادت شعبيتها بين الناس، وتعكس هذه الحرفة البسيطة والجميلة القدرة على الإبداع والابتكار من خلال تحويل المواد الأولية البسيطة إلى قطع فنية تضفي على المنازل لمسة من الدفء والجمال وفي الوقت الذي يبحث فيه الكثيرون عن هوايات جديدة تساعدهم على الاسترخاء وتخفيف ضغوط الحياة اليومية، فقد وجدت ياسمين الجندي، والتي تعد واحدة من عشاق الحرف اليدوية، في صناعة الشمع فرصة مثالية للتعبير عن نفسها ولإنتاج منتجات فريدة تلبي احتياجاتها المادية وتضيف لمسات جمالية إلى منزلها.. فكيف كانت البداية؟ وكيف تحولت الفكرة إلى مشروع؟

في البداية، إن صناعة الشمع المنزلي ليست فقط هواية ممتعة بالنسبة لياسمين الجندي، بل أصبحت كذلك مشروعاً صغيراً مربحاً لها، ومع تزايد الاهتمام بالمنتجات الطبيعية والصديقة للبيئة، بات الشمع المصنوع يدوياً الذي تنتجه ياسمين خياراً مفضلاً لكثير من الأشخاص الذين يقدرون الجودة والحرفية ومع توفر المواد الأساسية بسهولة والتكلفة المنخفضة للبدء، استطاعت ياسمين أن تخوض في هذه الحرفة وتبدأ في إنتاج الشموع بطرق متنوعة وأشكال مبتكرة مما جعل منتجاتها محط إعجاب وتقدير الكثيرين.

حول انطلاقة المشروع، تحكي ياسمين، قائلة: “بدأت فكرة مشروع الشمع المنزلي منذ ثلاث سنوات، كنت دائماً أحب الشمع، وأجده مميزاً، فقررت أن أتعلم كيفية صناعته، وأحول هذا الشغف إلى مشروع. وقد استغرقت ثلاثة أشهر في التعلم والتجربة حتى تمكنت من صنع أول شمعة بشكل صحيح. بعد ذلك، بدأت أبحث عن أماكن للحصول على المواد الخام، وواصلت البحث حتى تمكنت من العثور على كل ما أحتاجه، والآن أصبح لدي علامة تجارية محلية تنافس العلامات العالمية بجودة مماثلة، والحقيقة أنني لم أواجه مشاكل كبيرة أثناء تأسيس مشروعي، ولكن ربما كانت المشكلة الوحيدة التي واجهتها هي العثور على شركة شحن تستطيع توصيل منتجاتي دون أن تتعرض للتلف أو أن يتم خداعي، ولكن الآن لم تعد هناك أي مشاكل في هذا الجانب”.

وحول التطورات التي أدخلتها على المجال، تقول ياسمين: “أنا أعمل باستمرار على تطوير عملي والأشكال التي أصنعها  لكنني أستخدم نفس المادة الأساسية، وهي شمع الصويا فقط، لأنه شمع طبيعي وآمن جداً، وله العديد من المميزات، كما أن جودته تضاهي جودة العلامات التجارية المعروفة، هذا ما يجعل منتجاتي مميزة وتلقى استحسان العملاء.

ولا تتوقف ياسمين عن الشعور بأهمية الطموح، حيث تابعت: أنا أعمل جاهدة على تطوير نفسي وأري أن مشروعي ينمو بشكل مستمر، والحمد لله أعمل حالياً بمفردي، ولكن لدي خطة مستقبلية لإنشاء ورشة خاصة بي، وأطمح إلى توسيع نطاق علامتي التجارية والوصول بها إلى أكبر عدد ممكن من المناطق إن شاء الله، ومنتجاتي تتنوع لتناسب جميع الفئات العمرية والجنسيات، سواء كانت الفتيات الصغيرات اللواتي يحببن الألوان الزاهية والشكل الجذاب، أو النساء الناضجات اللواتي يفضلن الروائح الهادئة والأنيقة، وبالطبع يميل الشباب أيضًا إلى استخدام منتجاتي لتعزيز جو المنزل بروائح مميزة وهادئة.

وحول مكونات الشمع التي تستخدمها، تقول ياسمين: “أستخدم زيوتًا عطرية مستوردة بعناية فائقة، بالإضافة إلى شمع الصويا الطبيعي المستورد، وهذا يظهر بشكل واضح على جودة المنتج النهائي فالشمع الطبيعي عالي الجودة يضمن حرقًا نظيفًا ودون دخان، بينما يُضفي الفتيل التركي المستورد لمسة جمالية ومتانة على كل شمعة، فهذه المواد الخام المستوردة هي بمثابة الضمانة للحصول على أفضل جودة في كل تفاصيله”.

وتفخر ياسمين بأن مشروعها هو نتائج كفاح ذاتي دون مساعدة من أحد، قائلة: “كل شيء في مشروعي هو نتاج عملي الشخصي، بدءًا من تصميم اللوجو والتصوير الفوتوغرافي، وصولاً إلى اختيار الخامات وتصميم العبوات والتغليف، وحتى عمليات الطباعة، وأقوم بالإشراف على كل جزء من هذه العمليات لضمان تميز المنتجات وتمثيلها بأفضل شكل ممكن”.

وتنصح ياسمين الشباب بالاستمرارية والعمل الجاد فهما المفتاحان لتحقيق النجاح، حيث إن كل بداية تبدأ من الصفر وتتطلب الإصرار والتفاني بالاعتماد على الجهد والإرادة، فالوصول إلى الهدف مسألة وقت فقط. لكن عليك أن تتفقد نفسك وتحدد المجال الذي يتناسب مع شخصيتك ومهاراتك وتعمل بجدية على تطوير نفسك فيه.

Scroll to Top