أول سايس امرأة.. "ولاء" تتحدى شعار "للرجال فقط"ـ
حوار: محمد رفعت أحمد - يوسف سامي
اخر المواضيع
تمتليء الحياة بقصص الكفاح المريرة، والتي يكون أبطالها ضحايا لظروف وأوضاع قاسية، لكنهم لم يستسلموا، وإنما قرروا أن يصارعوا الأمواج من أجل لقمة العيش.. ففى شارع توفيق ياسين أمام كلية الآداب بالمنصورة، كان لقاؤنا التالي مع إمرأة تعمل “سايس” بإحدى الجراجات التى توجد بإحدى العمارات الكائنة بالشارع، السيدة الشابة تدعى ولاء خالد بدر حمزة، وتبلغ من العمر 26 سنة، وهي متزوجة وعندها 4 بنات وتعمل مع زوجها بالجراج.
في البداية سألناها.. ما هى طبيعة عملك بالجراج؟ وكيف تبدأين يومك؟.. فقالت لنا بتعبيراتها البسيطة: “أبدا باصحى الصبح بدرى، أحضر الفطار للبنات، وبعدين بطلع العربيات لأصحابها اللى بيخرجوا بدرى، وادخل العربيات التانية مكانها بالجراج، والعربية اللى قافلة على عربية تانية بحركها وأفسح مكان للعربية اللى طالعة، وكمان أنظفها وأجهزها لأصاحبها، وابدأ أنظف باقى العربيات وأحضرها، وأرش الجراج، وطبعا باواجه أي مشكلة في الجراج يعني لو حد عربيته عطلانة محتاجة وصلة، أو البطارية نايمة أو الكاوتش عايز نفخ وهكدا”.
ثم سكتت فجأة عن الحديث، ربما انشغلت بالتفكير في أمر ما، فبادرتها بالسؤال حول مدى حبها للمهنة، فقالت “
هى الفكرة مش إنى بحب شغلى أو أكرهه.. طبعا كنت أتمنى أشتغل شغل أحسن من كدا، لكن أنا بساعد جوزى فالست فى عدم وجود زوجها بتكون ست وراجل فى نفس الوقت، وانا بسد مكانه لما بيطلع على رزقه، وطبعا كنت أتمنى عمل أفضل لكن أي عمل ييجى من وراه لقمة عيش حلال والسعي ورا لقمة مش حرام.
ما هي الطريقة التي تتبعينها من أجل جذب الزبائن؟
أتبع العديد من الطرق من أجل أن أجذب الزبائن، فمثلاً أقوم بتوزيع بعض العينات المجانية من المنتجات التي أقدمها، بالإضافة إلى أنني أقوم بالترويج لمشروعي على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم عروض على المنتجات من حيث السعر أو الكمية بين الفترة والأخرى.
ما هو تخصصك الدراسي؟ وهل هذا التخصص أفادك في عملك؟
أنا طالبة بكلية التجارة جامعة القاهرة، وبالطبع أن تخصصي يفيدني كثيرًا في عملي حيث تعلمت فنون الشراء والبيع بالإضافة إلي الطريقة المثلى التي يجب أن أتعامل بها مع العميل الخاص بي.
وحول المضايقات التي تتعرض لها في عملها، تواصل حديثها قائلة: ” الزبائن
كويسين، وإن كان البعض يغضب حينما يؤخذ مكان سيارته ويركن فيه زبون آخر. لكن أنا بسيبوا يغضب ويتعصب ومش بارد، وهو من نفسه بييجى تانى يوم يقول لى معلش يا أم مي ما تزعليش وهو بيعدى الموضوع وخلاص”.
وترفض أم مي اعتبار أن هذه المهنة للرجال فقط، وتقول: “لا طبعا مفيش حاجة اسمها ست أو راجل، الست دلوقتي بقت بتشتغل كل حاجة، والست عندنا في الصعيد بـ100 راجل وبتقف جنب جوزها فى الظروف الصعبة، وفى الحياة والمجتمع تقدر الست تعمل كل حاجة.. ومفيش تحديات ولا صعوبات ممكن تقفل أي باب رزق، والست ضروري تساعد جوزها، فأنا مثلا كان ضروري أتعلم السواقة عشان أسد في غياب جوزي لخروجه فى مشوار ضرورى، أو يكون نايم وتعبان، فوجدت أنه ضرورى أتعلم السواقة وأساعده فى غيابه، وفعلا علمني بنفسه، وبنشتغل بالجراج من 5 سنين”.
وحول موقفها إذا طلبت منها بنت من بناتها عندما تكبر أن تعمل معها بالجراج ولا تكمل تعليمها ، أجابت: “لا طبعا أنا عايزة كل بنت من بناتى تتعلم اللى تكون مهندسة ودكتورة، لأن دي شغلانة صعبة ومرهقة وملهاش مستقبل، لكن عشان لقمة العيش ونربى عيالنا لازم نشتغلها، كمان أتمنى إن بناتى يكونوا حاجة كويسة، فالشغل بالجراج متعب وشاق والتزام بمواعيد طلوع وخروج العربيات، وتنظيفها، والحفاظ على مفاتيح العربيات فهى أمانة ومسئولية كبيرة”.