"فادي هزم المستحيل".. من الوسواس القهري إلى الريادة في التسويق الرقمي
حوار: يوسف سامي
اخر المواضيع
استطاع الشاب فادي أن يقهر المستحيل، حيث عانى منذ صغره من اضطراب الوسواس القهري، إلا أنه لم يستسلم لهذا المرض، وحاول بكل الظروف التغلب عليه حتى يصل إلى بر الأمان، لكن طموحه لم يتوقف عند حد معين، وإنما قرر إنشاء شركته الخاصة في مجال التسويق الرقمي تحت شعارOCD والتي تعني متلازمة الوسواس القهري، وذلك من أجل أن يكون هذا الشعار بمثابة شعاع من الأمل للشباب الذين يعانون من هذا المرض بأنهم قادرين على تخطي الصعب، وأنه لا يوجد أمر مستحيل تحقيقه، لذلك التقيناه في هذا الحوار للتعرف على مشوار حياته وكيف أسس شركته الخاصة وكيف انطلق بها مستوى النجاح؟
كيف كانت رحلتك مع هذا المرض؟ وكيف استطعت التغلب عليه؟
بدأت رحلتي مع هذا المرض منذ طفولتي، وكان هذا المرض يمنعني من ممارسة حياتي الاجتماعية، حيث إنني كنت لا أتناول في هذا الوقت أي طعام إلا عندما كنت أشاهد كل تفصيلة في إعداده، بالإضافة إلى أن الملابس الخاصة بي لا يتم غسلها مع أي ملابس أخرى وإلا لا يمكنني أن أرتديها، وعندما كبرت قليلاً وأصبحت في المرحلة الابتدائية أصبحت أقوم بكل الأشياء الخاصة بمفردي بالإضافة إلى أن المدرسة كانت تشكل بالنسبة لي كارثة، وذلك بسبب عدم الوعي بمرض الوسواس القهري، وعدم علم زملائي في الدراسة بأي تفاصيل عنه، وذلك ما شكل لي معاناة كبيرة في حياتي الدراسية، إلى أن جاءت اللحظة التي بدأ كل شيء فيها يتغير، وذلك بعدما التحقت بمدرسة الصنايع، حيث بدأت أنغمس في المجتمع، وفي العديد من النشاطات والمساحات التي كنت أحاول أن أضعها لنفسي مع الآخرين، ومن هنا استطعت أن أتغلب على مرضي وأن أعيش مثل أي شخص طبيعي.
حدثنا عن مشروعك الصغير.. كيف بدأت تنفيذه؟
كنت أفكر في فرصة عمل إضافية أستطيع من خلالها خلق مصدر دخل جانبي بالإضافة إلى عملي كموظف في إحدى الشركات، فضلا عن عملي في مجال التصوير، إلى أن جاءت اللحظة الفارقة وهي عندما بدأت الشركة التي كنت أعمل بها وقتها بالإغلاق وهو ما جعلني أمر بظروف مادية صعبة إلى أن طلب مني صاحب أحد المطاعم تصوير قائمة الطعام الخاصة بمطعمه، ولكنني في البداية رفضت بسبب عدم خبرتي وقتها في تنفيذ هذا النوع من التصوير حيث كان تخصصي وقتها في التصوير يتمثل في تصوير الأفراح والأطفال حديثي الولادة، ولكن مع إلحاح هذا الشخص وافقت على أن أقوم بالتصوير الفوتوغرافي للمطعم، وعندما بدأت في التنفيذ وجدت أنني استطعت تنفيذ هذا النوع بشكل أكثر من جيد، ولكنني في نفس الوقت شعرت بالصدمة عندما أخبرني صاحب المطعم أن أوردر التصوير الذي قمت به طلبت فيه إحدى الشركات المتخصصة مبلغا باهظا، كما علمت أن أغلب شركات التسويق الرقمي يجب أن يكون لديها مصمم جرافيك عندها فكرت في التواصل مع أحد مصممي الجرافيك المبتدئين والذي كنت أحاول أنا أساعده في عمله من خلال أنني أقوم بجلب بعض طلبات العمل من بعض مواقع العمل الحر أو من خارجها وطلبت منه أن يقوم بتصميم هذه الصور بشكل معين، وذلك بسبب أنني كان لدي تصور مختلف لها، ومن ثم قمت بإعادة عرض هذه الصور على صاحب المطعم وقد أعجبته إعجابا شديدا، ومن وقتها بدأت جديا في التفكير في كيفية إنشاء شركة تسويق رقمي خاصة بي، وذلك من خلال أنني بدأت أجمع معلومات وخبرات عن شركات التسويق الرقمي وكيفية إدارتها وما هي الأدوار التي تقدمها للعميل وما هو السلم الوظيفي الخاص بها، ومن ثم بدأت في خطوات تنفيذ المشروع الخاص بي من خلال أنني بدأت في البحث عن المكاتب التي يتم توفيرها من أجل المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى أن عثرت على مكتب وقمت بتأجيره بمبلغ زهيد جدا لكي أستطيع إجراء المقابلات الخاصة بالمشروع لتوظيف بعض الموظفين داخل الشركة.
ما هي المشاكل والعقبات التي واجهتها في بداية مشروعك؟ وكيف استطعت التغلب عليها؟
مررت منذ بداية هذا المشروع بالعديد من المشاكل والعقبات ولكن كان أهمها هو أنني بدأت المشروع برأس مال زهيد جدا لا يتعدي الـ٢٥٠ جنيهًا وهو ما شكل لي عائقا كبيرا في بداية مشروعي، مثال علي ذلك أنني بدأت في إنشاء أغلب عناصر ومتطلبات تكوين الشركة بنظام التقسيط، وثاني أكبر العقبات التي واجهتها منذ بداية مشروعي هي معرفتي الضئيلة وقتها عن هذا المجال وصعوبة تعلمه في البداية، ولكنني استطعت التغلب على هذه العقبة من خلال وجود عناصر ذوي خبرة في فريق العمل الخاص بالمشروع.
ما هي التطورات التي شهدها المشروع الخاص بك؟
شهد المشروع الخاص بي العديد من التطورات أولها هو أن الشركة بدأت في النمو بشكل ملحوظ بالإضافة إلي ازدياد أعداد العملاء بشكل ملحوظ جدا، وذلك من إخلال اتباع تقنية ( word of mouse).
لماذا اخترتOCD شعارا للمشروع الخاص بك؟
لقد اخترتOCD اسما للمشروع الخاص بي لعده أسباب أولها هو أنني أفتخر بتجربتي التي مررت بها مع هذا المرض من صعوبات وتحديات وذلك ما جعلني شخصا أقوى، ولا أستسلم بسهولة للمشاكل والعقبات التي قد تواجهني، ثانيا هو أنني أردت أن يكون اسم هذا المشروع بمثابه شعاع من الأمل والنور لكل الأشخاص الذين يمرون بها المرض، وأن يؤمنوا بأنفسهم بأنهم قادرين على تخطي هذه العقبة وعدم السماح لها بأن تتحكم في حياتهم ، ثالثا: أنه من المعروف أن الشخص الذي يعاني من الـOCD يركز في أدق التفاصيل وهو ما أردنا إيصاله للعميل بأن الشركة الخاصة بنا تقوم بالتركيز علي التفاصيل الدقيقة وهو ما يفضله أغلب العملاء وذلك بسبب أن التركيز عالي الدقة في التفاصيل الصغيرة يؤدي إلى إنتاج منتج عالي الجودة.
كيف تحافظ على جودة المنتج الخاص بك؟
أحافظ على جودة المنتج الخاص بي من خلال العديد من الأشياء، أولها هو الصدق والأمانة مع العميل، وهي القاعدة التي أتبعها منذ اليوم الأول لتأسيس الشركة، وذلك بسبب أنني لدي علم بالمستوى الذي أستطيع أن أقدمه للعميل، بالإضافة إلى أنني لدي معايير جودة أحاول دائما أن أتبعها، وأنني دائما أحاول أن أسعى لمعرفة نقاط القوة التي تميز العميل الخاص وذلك بسبب أنني أحاول أن أظهر هذه النقاط في المنتج الخاص بي، بالإضافة إلى أنني دائما أحاول تطوير نفسي وتطوير الشركة لتصبح متميزة عن غيرها من الشركات الموجودة في سوق التسويق الرقمي، بالإضافة إلى أنني لا أقوم أبدا بتجربة موظف جديد في الشركة على مشروع حقيقي وذلك بسبب أن احتمال خطأ الموظفين الجدد نسبته كبيرة.
ما الذي تطمح في الوصول إليه من خلال مشروعك؟
أطمح في الوصول إلى العديد من الأشياء من خلال مشروعي أهمها هو أن تصبح شركتي مميزة عن جميع الشركات وهو ما أسعي إليه منذ أن بدأت العمل في هذه المهنة، ثانيا أن أرى اسمOCD للتسويق الرقمي في كل مكان بالإضافة إلى أنني أريد أن أصل بشركتي الى العالمية ومنافسة جميع شركات التسويق الرقمي المعروفة عالميا في هذا المجال.