هنا قلعة «الذهب الأخضر».. زيتون "قارون" يصل العالمية
تحقيق: يوسف سامي
اخر المواضيع
تعتبر مصر من أوائل الدول الزراعية في التاريخ، وحرصت العديد من القرى القديمة بها على مواصلة هذه المهنة على مدار آلاف السنين، ومن أهم هذه القرى الزراعية التاريخية قرية قارون، بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، والتي تشتهر تاريخيا بزراعة الزيتون عالي الجودة، والذي يتم توصيله ونقله إلى جميع أنحاء جمهورية مصر العربية، بفضل الطلب المتزايد علية من قبل أغلب تجار الزيتون بجميع المحافظات.. في السطور التالية قررنا زيارة القرية، فكان هذا التحقيق.
عندما تدخل قرية قارون ترى مدى جمال هذه القرية غير المسبوق وجمال الذهب الأخضر (الزيتون) في كل مكان وهو ما يشعرك بالراحة النفسية والاسترخاء، وذلك بسبب جمال هذا المكان الطبيعي، بالإضافة إلي روح المزارعين الجميلة والمليئة بالأمل والتفاؤل دوما، مهما كان عملهم صعبًا وشاقًا، ومهما واجهتهم مشاكل وعقبات فهم لديهم مبدأ ثابت لا يغيرونه وهو العمل الجاد والمثابرة من أجل الوصول إلى إنتاج جيد يستحق ذلك التعب والعناء.
كيفية الانتاج
يقول جمعة فتحي عبدالعزيز، صاحب إحدى مزارع الزيتون بقرية قارون، إن أغلب سكان القرية والبالغ عددهم تقريبيا ٥٠ ألف نسمة يعملون في مجال زراعة الزيتون بمختلف أنواعه، وذلك بسبب أن هذه المهنة متوارثة عبر الأجيال.
وأضاف أن قرية قارون تنتج العديد من أنواع الزيتون عالي الجودة ومثال على هذه الأنواع الآتي: الزيتون التفاحي والذي لا ينتجه أي مكان آخر في مصر سوى الفيوم، والزيتون العجيزي الأخضر والذي لا ينتجه أي مكان في أنحاء الجمهورية أيضا سوى محافظتي الفيوم والجيزة، وهناك العجيزي “العقصي” وهو نوع مختلط ما بين الزيتون العجيزي الأخضر والزيتون العجيزي الشامي، وأخيرا زيتون “كوارتينا” والذي يتميز بصغر حجمه.
وذكر جمعة أثناء حديثه أن من أهم أسباب تخصص القرية في زراعة الزيتون هو قلة المياه الصالحة للاستخدام في الزراعة، مما لا يعطي المزارع الحرية في اختيار أي محاصيل أخرى، وذلك بسبب أن زراعة أغلب المحاصيل الزراعية تتطلب وفرة في المياه وهو غير متوفر بالقرية، بالإضافة إلى أن الزيتون لا يحتاج وفرة في الماء وذلك بسبب أن أشجار الزيتون هي من أكثر الأشجار التي تتحمل الظروف الصعبة وأهمها عدم توفر المياه.
وأضاف جمعة أن من أفضل الأوقات التي يتم فيها زراعة الزيتون هو بداية فصل الصيف، حيث يتم وضع بذرة الزيتون داخل الأرض في مدة تتراوح ما بين ٢٤ إلى ٤٨ ساعة، وذلك بسبب احتياج هذا النبات إلى أجواء دافئة، بالإضافة إلى أن نبات الزيتون من أكثر النباتات التي تحتاج إلى الشمس من أجل أن تنضج.
صعوبة الإنتاج
وذكر أحمد شعبان صابر، صاحب إحدى مزارع الزيتون، أن القرية تواجه العديد من المشكلات التي تعوق عملية الزراعة، ومن أهمها عدم توفر السماد وغلاء أسعاره، فضلا عن عدم توفر المياه النقية.
وأكد شعبان أنه من الصعب التوقع بحجم الإنتاج الذي قد ينتجه الفدان الواحد من الزيتون، وذلك بسبب أن الزيتون ينمو بكميات مختلفة من شجرة لأخرى، وهو ما يسبب حيرة شديدة للمزارعين في كل موسم حصاد، بسبب الخوف من أن ينتج شجر الزيتون كمية قليلة، وبالتالي نتعرض لخسائر مادية كبيرة.
جهود الدولة
وتبذل الدولة جهودا كبيرة من أجل الحفاظ على إنتاج الزيتون وتطوير طرق وأساليب الزراعة، ويتم ذلك من خلال متابعة معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية للطرق التي يتم زراعة الزيتون بها وجودة المنتج في الموسم الزراعي في الفيوم، ووضع تقرير دوري بهذه العناصر من أجل العودة إليه مرة أخرى وملاحظة هل هناك تطور في زراعة الزيتون أم لا وتحديد أسباب المشاكل التي تعيق عملية الإنتاج.
وقد شهد اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، وصوفي فإن هيربك مدير قسم المشروعات بوفد الاتحاد الأوروبي في القاهرة، وضع حضر الأساس لإنشاء أول مجمع صناعي وخدمات متكاملة للزيتون والذي يقع على مساحة ٥ فدادين في مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، والذي يهدف إلى تشجيع الاستثمار الخارجي والمحلي في هذا القطاع بالإضافة إلى تمكين القطاع الخاص وصغار المستثمرين من هذا القطاع الصناعي.