"قرية كحك".. مركز صناعة قوارب الصيد في مصر

تحقيق: يوسف سامي - يوسف محمد

تميزت  القرى المصرية على مر العصور بصناعاتها اليدوية، ومن أهم هذه الصناعات صناعة المراكب والقوارب في قرية كحك، مركز يوسف الصديق في محافظة الفيوم، حيث تعد هذه القرية من أكبر وأهم الأماكن في مصر لتصنيع مراكب صيد عالية الجودة بسبب متانتها وقدرتها العالية على التحمل وظروف المناخ الصعبة، وذلك بالإضافة إلى شكلها الجميل والمتميز والذي يميزها عن باقي المراكب الأخرى.. في السطور التالية قمنا بزيارة القرية لنتعرف على طبيعة هذه الصناعة ومطالب أهالي القرية لتطويرها، فكان هذا التحقيق:

عند دخولنا قرية كحك لاحظنا وجود المراكب في جميع أنحاء القرية، وهو ما يظهر لنا حب وتعلق سكان هذه القرية بمهنة صناعة المراكب، واعتزازهم بها، حيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هويتهم الثقافية، حيث يعمل نصف سكان كحك تقريبا بهذه الصناعة.

كيفية التصنيع

تتكون مراكب الصيد من العديد من العناصر التي تميزها عن أنواع المراكب الأخرى، حيث قال عبدالرحمن محمد، صاحب إحدى الورش المتخصصة في صناعة القوارب وصاحب خبرة تمتد لنحو 10 أعوام في هذا المجال، إن تكوين قارب الصيد يختلف عن باقي القوارب الأخرى، وذلك بسبب ما تتعرض له هذه المراكب من ظروف مناخية وبيئية قاسية لذلك يتم تصميمها بشكل وكيفية تتحمل هذه الصعوبات.

وأضاف أن المدة التي يستغرقها تصنيع قارب الصيد الواحد قد تصل إلى 15 يوما من العمل المتواصل وذلك بسبب صعوبة إنتاج هذا النوع من المراكب، فضلا عن ضرورة التأكد من أن هذا المركب صالح للاستخدام من خلال تجربته في أماكن الصيد المختلفة.

وأكد عبدالرحمن أن صناعة المراكب صناعة صعبة، وذلك بسبب أنها تتطلب قدرة عالية على التركيز لفترات طويلة، بالإضافة إلى التركيز في أدق التفاصيل، حيث إنه إذا أخطأ القائمون على عملية صناعة المركب حتى لو كان خطأ صغيرا سواء كان في التصميم أو في بناء الهيكل الخاص بالمركب، فسوف يضطرون إلى إعادة بنائه وتصميمه وهيكلته مرة أخرى وهو ما يتطلب وقتا ومجهودا كبيرا.

وأضاف عبدالرحمن أن من أكثر العناصر التي يجب أن يركز عليها الحرفي أثناء عملية تصنيع المركب، أولها هو “الفيبر” وذلك بسبب أهمية وجوده في المركب، فهو عنصر أساسي في المحافظة على المركب من التلف بالإضافة إلى أنه يطيل من عمر المركب، حيث إنه من الممكن أن يصل عمر المركب الذي يحتوي على “فيبر” من نوع جيد إلى 20 عاما، والعنصر الثاني هو الكابينة الخاصة بالمركب والتي تعتبر مركز المركب وأساسها فضلا عن دورها الهام في التحكم في القيادة.

أما أحمد سيد، أحد العاملين في الصنعة، فيقول إن مهنة صناعة المراكب في الفترة الحالية تمر بركود هو الأكبر في تاريخها، وأضاف أن سبب هذا الركود هو غلاء أسعار المراكب، حيث أصبحت أسعار المراكب في هذه الفترة تبدأ من 60 ألف جنيه، وهو أعلى سعر وصل إليه هذا النوع من المراكب على الإطلاق، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى المواد الخام اللازمة لإنشاء المركب مثل الخشب والفيبر بسبب غلاء أسعارها وعدم توافرها في منافذ البيع المختصة بهذه المواد.

دور الدولة

ومن جانبها تولي الدولة اهتماما بمثل هذه الصناعات، فقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء اجتماعه مع الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس بأن يتم توطين صناعة مراكب الصيد والسفن في مصر، حيث أشار سيادة الرئيس بأنه يجب توجيه الجهود من أجل إنتاج مراكب صيد ذات جودة عالية لصالح فئات الصيادين في البحيرات المصرية مثال البحيرات التي تم تطويرها في الفترة الأخيرة مثل بحيرة البرلس، والبردويل، والمنزلة.

بالإضافة إلى تعزيز دور الدولة الهام في تطوير البحيرات مثل بحيرة المنزلة والذي بدوره يؤدي إلى تطوير صناعة المراكب بشكل كبير، وذلك بسبب ارتفاع الطلب عليها من قبل الصيادين الذين يعملون أو الذين يريدون أن يعملوا في مجال الصيد في هذه البحيرة بسبب كثرة الأسماك بها.

 

Scroll to Top