كوباية شاي في «نَصبة» عم رمضان.. العمل الشريف مصدر الحياة الكريمة
كتب: كريم محمد حامد
اخر المواضيع
يُجسد رمضان عبود رمزًا للحياة والنضال في قلب منطقة دار السلام. فمنذ نصف قرن، اتخذ من “نصبة الشاي والقهوة” في شارع المُديرية مصدر رزقٍ له ولأولاده، يُقاوم بها قسوة العيش ويُعيل عائلته بكرامة وشرف.
يُشرق فجر كلّ يومٍ على رمضان عبود، وهو يحمل على كتفيه عبء المسؤولية وحلم العيش الكريم. ينطلق من دار السلام، مسقط رأسه، حاملاً معه أدوات عمله البسيطة، لِيُقيم “مملكته” الصغيرة في شارع المُديرية.
ولساعاتٍ طويلة، يقف رمضان أمام “دولابه” يَسكبُّ فيه شغفه وعزيمته. يُحضّر المشروبات الساخنة ويقدمها للعمال والمارة بأسعار زهيدة. لا يطلبُ الكثير، سوى لقمة عيشٍ حلالٍ تُسد رمق عائلته وتُسعد قلوبهم.
ومع مرور السنين، لم تعد “نصبة” رمضان مجرد مكان لبيع الشاي والقهوة، بل تحوّلت إلى رمزٍ من رموز الحيّ. أصبح رمضان بِحُسن خلقه وطيبته صديقًا للجميع، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، ويُقدّم لهم الدعم والمساندة.
لا يُمثّل عمل رمضان مصدر رزقٍ له فقط، بل هو مصدر دخلٍ رئيسيٍ يُسهم في تحسين مستوى حياة أسرته. فبفضل كدحه وتعبه، تمكّن من تربية أولاده وتوفير احتياجاتهم الأساسية، مُقدّمًا لهم حياة كريمة بعيدة عن الفقر والعوز.
يُجسّد رمضان عبود مثالًا رائعًا للإنسان المُثابر الذي لا ييأس أمام صعوبات الحياة. فبرغم بساطة عمله، إلّا أنّه نجح في تكوين مصدر دخلٍ ثابتٍ يُعيله ويُعيل عائلته، مُثبتًا أنّ العمل الشريف والكريم هو أساس النجاح والسعادة.