من إتاوات البلطجية إلى ملاحقة البلدية.. هموم الباعة في شارع شبرا

كتب: يسى روماني

يعتبر حي شبرا من الأحياء الذي تشتهر بالباعة وحركة التجارة التي لا تتوقف خاصة في شارع شبرا الرئيسي، حيث يضم باعة الملابس والأحذية والمطاعم المشهورة، فضلا عن الباعة الجائلين.. وهؤلاء الباعة لا تتوفر لديهم الفرصة للعمل ببعض المؤسسات الحكومية والخاصة ولكنهم يحاربون الغلاء بطريقتهم الخاصة.

في هذا الشارع المزدحم، يضع الباعة الجائلون أحلامهم على سطح تلك العربات الصغيرة التي يدفعونها أمامهم باحثين عن لقمة العيش، أو الفرشات والاستاندات التي يعرضون عليها الملابس المستوردة الرخيصة، لكي ينفقوا منها على أسرهم لسد احتياجاتهم اليومية وتوفير المصاريف لأولادهم، حيث يمتد عملهم اليومي لأكثر من ١٥ساعة، ودائمًا ما يتعرضون للمطاردة والملاحقة سواء من البلدية أو من الخارجين عن القانون.

ويقول ماهر سليمان، ٤٥ سنة، والذي يعيش بمنطقه وسط البلد بالتحديد شارع شبرا، ويقف بـ”استاند” ملابس بشارع شبرا ويعمل في هذه المهنة منذ أكثر من  ٢٧ عاماَ: “كنت أعمل قبل ذلك بأحد محلات  الملابس بممر الراعي الصالح، وأثناء عملي  في هذا المحل حدث ما لم أكن أتوقعه وهو نشوب حريق في أغلب محلات ممر الراعي الصالح ومنهم المحل الخاص بي، ومن هنا خسرت أهم مصدر دخل ثابت بالنسبة لي”.

وأضاف ماهر أن فترة كورونا أثرت بشدة على طبيعة عملهم وأرزاقهم، إلى جانب الالتزام بمواعيد فتح وغلق المحلات، ومع ارتفاع أسعار الدولار ارتفعت أسعار البضاعة، وبسبب ذلك بدأنا نتعرض لخسائر كبيرة، ولم يعد البيع والشراء مثلما كان، ومع الأسف أغلب الباعة عليهم ديون وبعضهم غير قادرين على دفع الإيجار أو مواصلة المهنة.

ويؤكد ماهر أن مهنته تواجه تحديات ومشاكل كثيرة أبرزها الخارجين عن القانون والذي يفرضون إتاوات على الباعة بحجة أنهم أصحاب هذه الأماكن، وطبعا مطاردة البلدية لا تتوقف لنا.

ويؤكد ماهر أنه كان يبيع التيشيرت بـ١٠٠ جنيه، وكان مكسبه في القطعة الواحدة ٢٠ جنيهًا، لكنه أصبح اليوم يبيع التيشيرت بـ١٥٠جنيهًا  ومكسبه فيه قيمة لا تذكر وتكفي احتياجاته اليومية، حيث يعاني ماهر سليمان من الغلاء، ويطالب المسؤولين بتوفير الأماكن لعمل فرشات الملابس بدون وجود الخارجين عن القانون، كما يطالب أيضا بتخفيض الأسعار لكي يستطيع أصحاب المهن الحرة سد احتياجاتهم اليومية كي لا يضطرون للسفر إلى الخارج، وهذا ما ينهك حياتهم.

Scroll to Top