"الدولار يهدد المهنة".. حكاية "الأسطى محمد" أصغر صانع براميل خشبية في مصر

حوار: يسى روماني

رغم مزاحمة البلاستيك والأشكال المعدنية الحديثة، إلا أن ورشة محمد أحمد في منطقة الغورية بالقاهرة، لم تتوقف عن تصنيع البراميل الخشبية، وهي تلك الصنعة التي تعود لمئات السنين كواحدة من الحرف اليدوية التراثية، وكعادة الحرفيين المهرة، نجحت عائلة محمد أحمد في توريث مهنتهم إلى الأبناء فظلوا يعملون بها كواحدة من أشهر العائلات التي احترفت صناعة البراميل في مصر، وظلت الورشة علي حالها منذ نشأتها، في السطور القادمة قررنا زيارة هذه الورشة للاقتراب أكثر من هذه الصنعة العتيقة، فكان هذا الحوار مع الأسطى محمد..

حدثنا عن سر الصنعة.. كيف تقومون بصناعة البراميل من الخشب؟ وهل تقتصر المهنة على هذا المنتج فقط؟

هذه المهنة ورثناها عن جدودنا وأتقناها أبا عن جد، حيث تتكون البراميل الخشبية من خشب  البلتات، وتوجد بعض البراميل التي تتكون من خشب الموسك، وبخلاف البراميل نقوم بتصنيع كراسي خشبية وحاليا أعمل على صناعة الديكورات، حيث إن بعض المحلات والمطاعم تعتمد على الأشكال والرسومات القديمة في الديكورات.

كم يستغرق مدة صناعة البراميل الواحد؟

أقوم بصناعة ما يتراوح بين ١٠ إلى ١٢ برميلًا يومياً وهو معدل متوسط  في اليوم الواحد.  

هل تواجه أي صعوبات أثناء عملك في المهنة ؟ وما هي؟

نعم أواجه العديد من الصعوبات التي تعيقني أثناء عملي، ومنها القيام بتزيين أو وضع بعض الديكورات على البراميل أو أي منتج أقوم بتصنيعه والتي تطلبها عادةً بعض المحلات والمطاعم والأماكن السكنية، وذلك بسبب صعوبة تنفيذها كما أنها تأخذ وقتًا طويلا لتصل إلى النتيجة المطلوبة، أيضا من ضمن الصعوبات ارتفاع أسعار الخشب الخام بسبب غلاء الدولار، وهو ما يترتب عليه زيادة أسعار المنتج مما يحد من كميات الطلب.

ما هي أكثر المنتجات التي عليها طلب من الزبائن؟

الأشياء الأكثر طلبًا هي البراميل الخشبية وكذلك الكراسي الخشبية.  

ما الأشياء التي تميزك عن غيرك في صناعة البراميل الخشبية؟

أتميز بأنني أصغر صانع براميل في مصر، وذلك ما يعطيني القدرة والكيفية على ابتكار أشكال جديدة ومختلفة للبراميل عن الأشكال التي يقوم بصناعتها صناع البراميل الآخرين، بالإضافة إلي كوني أحاول دائما أن أكون مختلفا في كل شيء في الصناعة وأن أصنع هوية خاصة بي في المنتجات التي أنتجها.

هل ارتفاع سعر الدولار أثر عليك في شراء المادة الخام؟

نعم كما ذكرت لك، فإن أغلب الخشب أقوم باستيراده من الخارج، حيث إن  خشب الموسكي  يتم استيراده من السويد كما يتم أيضا استيراد بعض آلات التصنيع  من الدول الخارجية فارتفاع سعر الدولار أثر سلبيًا على شراء المواد الخام ويؤثر كذلك على عملية بيع البراميل. والحقيقة أن هناك ركود في الوقت الحالي مما يقلل من قدرتنا على تشغيل عمالة أكثر في المهنة، بينما كان يعمل في المحل أكثر من 5 صناعن لكن أصبح اليوم يعمل معي 3 صناع فقط.

هل المهنة مهددة بالاندثار مع تطور المصانع الكبيرة والإنتاج البلاستيكي؟

نعم هذه المهنة مهددة بالاندثار، وذلك لعدم وجود عدد كبير من الصناع المهرة في هذه المهنة وذلك لأن الشباب يتجهون الآن إلى الأعمال الأكثر سهولة في جلب لقمة العيش وتوفير دخل مادي يكفي  احتياجتهم اليومية.

Scroll to Top