رحلة عبر الزمن مع "الأسطى عمر".. هنا أقدم ورشة لصناعة الزجاج في مصر
حوار: يوسف محمد
اخر المواضيع
في منطقة “خان الخليلي” ينبض محل زجاج عتيق بروح التراث، حيث يقبع الفن بين جدرانه القديمة، وتتوارث الأجيال الحرفية والإبداع لأكثر من مئة عام مضت هي عمر هذا المكان، حيث تتجسد في كل قطعة من الزجاج لوحة فنية تروي قصة الأصالة والجمال، هناك يجتمع الماضي والحاضر في رحلة فنية مميزة، لهذا قررنا أن نقوم بجولة ساحرة عبر عالم الزجاج وتاريخه العريق في مصر، لنتعرف سويًا على هذا المحل الفريد وصاحبه عمر سعيد الذي يحمل في قلبه لوحات فنية تحتفظ بين طياتها بجمال التراث وروح الإبداع الحديثة.. فكان هذا الحوار
حدثنا عن نقطة الانطلاق.. من أين جاءت البداية؟
بدأ جدي مهنته في صناعة وتشكيل الزجاج دون محلات منذ أكثر من مائة عام حيث جسد روح الإبداع في كل قطعة يصنعها ومنذ ذلك الحين، تطورت المهنة بتوجيهات والدي الذي قام بشراء عدة محلات لعرض وبيع الزجاج المميز والمتنوع بما في ذلك المحل الذي نمتلكه في خان الخليلي بفضل التضحيات والجهود الكبيرة التي بذلها، وهكذا تم توطيد روابط العائلة مع التراث الحرفي، ونجحنا في الحفاظ على تاريخنا العريق في عالم صناعة الزجاج.
ما الذي يميز محلكم عن غيره من محال الزجاج؟
نفخر بتقديم تشكيلة واسعة من الأشكال والألوان المختلفة للزجاج، سواء كان ذلك للزخرفة أو البناء أو الأعمال الفنية، ونحن نحافظ على الجودة العالية في كل قطعة نصنعها.
هل يمكن للزبائن أيضًا طلب قطع معينة وتقومون بتصنيعها؟
بالتأكيد نحن نرحب بالطلبات المخصصة ونعمل مع العملاء لتحقيق رغباتهم بشكل دقيق، سواء كان ذلك لتصميم أكواب مميزة أو تصنيع قطعة فنية فريدة ولكنها تكون ذات تكلفة مرتفعة.
ما هي الخامات الزجاجية التي تستخدمونها؟
تتميز محلاتنا بتشكيلة متنوعة معظمها من الزجاج البلدي وزجاج الأوبالين وزجاج البيركس، حيث يتميز الزجاج البلدي والأوبالين بأنهما نتاج عملية إعادة تدوير للزجاج القديم أو غير القابل للاستخدام، فعلى سبيل المثال الزجاج الأخضر الزاهي المعروض في المحل يأتي من إعادة تدوير زجاج المشروبات الغازية، مثل الكولا والسفن وهذه العملية لا تُضفي فقط جمالًا فريدًا على القطع بل تسهم أيضًا في الحفاظ على البيئة وتعزيز مفهوم الاستدامة في عالم صناعة الزجاج.
ما هي أصعب مرحلة فى مراحل تصنيع الزجاج؟
تصنيع الزجاج يتضمن عدة مراحل تتطلب دقة واهتمامًا فائقين لكن من بين أصعب هذه المراحل هي عملية تشكيل الزجاج، فهذه المرحلة تتطلب مهارات فنية خاصة وتقنيات متقدمة لتشكيل الزجاج بدقة وإتقان سواء كان ذلك بالنفخ يدويًا أو باستخدام قوالب خاصة، وذلك على درجة حرارة تتعدى 2000 درجة فهرنهايت وتحتاج هذه العملية إلى توازن دقيق بين درجات الحرارة والزمن للحصول على الشكل المطلوب، وهو ما يجعلها واحدة من أصعب المراحل في صناعة الزجاج.
ما هو النوع الذي يستغرق وقتًا كبيرًا لتصنيعه؟ ولماذا؟
عملية تصنيع الزجاج “المعشق” تعتبر واحدة من التحديات الكبرى في عالم الحرف اليدوية، حيث يتطلب تشكيل الزجاج وفقًا لحجم وتفاصيل الفتحات الموجودة في القطع النحاسية أو الخشبية دقة فائقة واهتمامًا متفردًا، ويمكن أن تستغرق عملية إتمام قطعة ذات حجم متوسط شهرًا كاملاً نظرًا للتفاصيل الدقيقة التي يتعين التركيز عليها وتوافقها مع الرسم النهائي للقطعة، فهذا يجسد التحدي الحقيقي في عالم صناعة الزجاج المعشق الذي يتطلب صبرًا ومهارات فنية عالية لإنجاز هذه القطع الفنية.
ما هو أكثر أنواع جذبًا للأجانب؟
“الشفاشق” هو نوع من الزجاج المصنوع يدويًا والذي يتميز بأنه مزخرف بألوان وتصاميم متعددة الأشكال وتتميز الشفاشق بجماليات فريدة وتفاصيل دقيقة تجذب الأنظار، وتعتبر قطعة فنية تعكس مهارة الحرفي وتقنيته في تصنيع الزجاج، وتعد الشفاشق جذابة للأجانب لأنها تمثل جزءًا من التراث والثقافة المصرية الغنية وتُضفي لمسة من الفخامة والجمال على المساحات التي يتم استخدامها فيها، بالإضافة إلى أخذها كتذكار عن زيارتهم لمصر.
هل أدى ارتفاع سعر الدولار إلى زيادة أسعار الزجاج؟
في الواقع لم يؤثر ارتفاع سعر الدولار كثيرًا على أسعار الزجاج المصنوع محليًا والمعتمد في الغالب على عمليات إعادة التدوير ويعود هذا إلى اعتمادنا على موارد محلية وتقنيات محلية في إنتاجنا مما جعلنا نتجاوز تأثير ارتفاع الأسعار بشكل جيد ومع ذلك، فإن الزجاج المستورد شهد زيادة في السعر بشكل واضح حيث يعتمد على واردات من الخارج وبالتالي تأثر بشدة بارتفاع سعر الدولار.