"صُنع في الحسين".. الفضة تنافس على العالمية بمنتجات عالية الدقة
كتب: يسى روماني
اخر المواضيع
يشتهر حي الحسين بالحرف اليدوية والتراثية، حيث تتميز منتجات هذه الحرف بدقتها وكذلك جودتها العالية، وتعتبر الفضيات واحدة من أشهر الصناعات بهذا الحي العريق، حيث يتوافد المصريون والأجانب من مختلف دول العالم لشراء المنتجات الفضية، بالإضافة إلى أن الفضيات التي يتم إنتاجها في هذا الحي تختلف عن جميع أشكال وقوالب الفضيات التي يتم صنعها في أي مكان آخر، وكذلك بفضل جودتها العالية، في السطور التالية سعينا لمعرفة سر هذه المهنة، فكان هذا التحقيق
مراحل التصنيع
ماجد عشم، ٣٥ عامًا، صاحب إحدى ورش صناعة الفضيات بحي الحسين، والذي يعمل بالمهنة منذ أكثر من ١٠ سنوات، يقول: صناعة الفضة تمر بعدة مراحل بداية من مرحلة تسمى “التسجة” ثم مرحلة أخرى تمر على الموتور وهي “التلميع”، وفي البداية نقوم بعمل الشمع، وبعد ذلك يتم تشطيب الفضة عند مراحل معينة، ومن هنا تمر الفضة بجهاز الموتور لكي يتم تشطيبها وتفنيشها حتى يتم عرضها في المعارض.
وأضاف ماجد أثناء حديثه أن هناك العديد من أنواع الفضة التي يتم تشكيلها داخل الورش الموجودة في حي الحسين منها الفضة النقية ٩٩٩ والفضة المصرية ٨٠٠ والتي تكون منها ٩٢.٥% منها فضة والباقي نحاس أو نيكل، وهناك الفضة الأرجنتيوم والتي تتراوح نسبة الفضه فيها من 93.5% إلى 96%، بالإضافة إلى تشكيل العملات الفضية، والتي تحتوي على ما يقدر نسبته بـ90% من الفضة، وهي الأكثر طلبًا والأكثر تداولًا في عالم صناعة الفضة.
وأشار إلى أن هناك بعض الأشكال الموجودة في ورش الحسين، ومنها الأشكال الفرعونية (النفرتيتي – وتوت عنخ آمون) وتلك الأشكال يتم توفيرها للأجانب، والأشكال العربية يتم توفيرها للمصريين، وفترة اقبال الأجانب علي شراء الفضة تكون ما بين شهري نوفمبر الي شهر مارس ويكون الإقبال على شراء الفضة العربي في عيد الأم. وهناك العديد من التحديات التي نواجهها منها قلة الإقبال على شراء الفضة من قبل الأجانب من مختلف جنسياتهم.
وذكر ماجد أنه يتم شراء المادة الخام للفضة في صورة حبات صغيرة، والأعيرة الخاصة بها تتمثل في ٩٢٥ أو ٨٠٠ أو ٦٠٠ ويكون دائما الإقبال على عيار ٩٢٥ حيث يتم إضافة جرامات من النحاس على حسب العيار المطلوب تصنيعه.
مراحل التلميع
وفيما يخص مراحل التصنيع، يقول مينا ميلاد، أحد العاملين بالورش، إن الفضة تمر ببعض مراحل التلميع، ومنها مرحلة السنفرة، حيث يتم سنفرة خواتم الفضة على جهاز السنفرة، وذلك يتم لإزالة المادة الخشنة من الخواتم، وكذلك يتم إزالة أي زيادات في القطعة، لكي يظهر رونقها وجمالها، وبعد ذلك يتم وضعها على السنفرة الناعمة لكي يتم تنعيم الخواتم وبعد ذلك يتم وضع “القماطة” البيضاء لكي تزيل الأشياء اللاصقة على قطعة الفضة لكي تظهر بشكلها اللامع الذي نراه في المحال.
وذكر مينا ميلاد أن هناك طريقة أخرى لمرحلة تلميع الفضة، وهي طريقة بسيطة وغير مكلفة وتكون نتائجها قوية جدا حيث تعيد اللمعان إلي القطعة وكأنها جديدة، وطريقة التلميع أننا نقوم بوضع الكربونات والماء في وعاء كبير مع إضافة قطعة الفضة إلى الخليط وتركها لمدة تصل إلي ٥ دقائق وبعد ذلك نخرجها ثم يتم غسلها جيداً حتى تتخلص من مادة الكربونات، وأحرص على تنشيفها بقطعة قماش ناعمة ونظيفة.
حجم الإنتاج
وأكد مينا ميلاد أثناء حديثه معنا أن إنتاج ورشته اليومي من الفضة قد يصل إلى أكثر من ٥٠ قطعة، بما يعادل ١٥٠٠ قطعة شهريًا، وهو ما يعد إنتاجا ضخمًا مقارنًة بورش الفضة الموجودة في أماكن أخرى، وغزارة الإنتاج داخل الحسين عموما تعود إلى أن أغلب الذين يعملون في مهنة الفضة حرفيون محترفون قد ورثوا هذه المهنة من أجداد أجدادهم وهو ما يجعلهم مميزين عن باقي الحرفيين الموجودين في بعض الأماكن الأخرى.