فن صناعة السِبح.. حرفة يدوية تقاوم إغراءات الزمن
كتب: كريم محمد حامد
اخر المواضيع
يُجسد محمد عرفة، بخبرته التي تمتد لـ13عامًا في صناعة السِبح، شغفًا فريدًا تجاه هذه الحرفة العريقة، التي قد ينظر البعض إليها على أنها مجرد حرفة يدوية بسيطة، بينما هي في واقع الأمر رحلة إبداع تتطلب مهارة ودقة وصبرًا.
في البداية، انغمس محمد عرفة في عالم صناعة السبح منذ صغره، متعلمًا أسرار هذه الحرفة من والده الذي ورثها عن أجداده. لم يكتفِ محمد بتعلم المهارات اليدوية فحسب، بل سعى لتطوير نفسه ودراسة الأساليب العلمية الحديثة في تصنيع السِبح، مُدركًا أن حرفته تتطلب دقة ومهارة فائقتين.
ولا تقتصر صناعة السِبح على مجرد أدوات بسيطة، بل تتطلب استخدام معدات حديثة تضمن دقة التصنيع والجودة العالية.
في ورشة محمد، نجد آلات متخصصة مثل “المثقاب” لتخريم حبات الأحجار الكريمة، و”ماكينة الحك” لتقطيعها بأشكال مميزة، و”آلة الفريزة” لإضفاء اللمسات الجمالية عليها.
ويُتيح تنوع الخامات المستخدمة في صناعة السِبح، من أحجار كريمة وأخشاب نادرة، مجالًا واسعًا للإبداع والابتكار. ويُظهر محمد براعته في تصميم أشكال مختلفة للسبح، مُلبيًا بذلك أذواق الزبائن المتنوعة.
ويُؤكد محمد على أن صناعة السبح، ليست مجرد مهنة لكسب الرزق، بل هي شغف يملأ قلبه. فهو يستمتع بكل مرحلة من مراحل التصنيع، بدءًا من اختيار الخامات المُناسبة، مرورًا بتشكيلها وتزيينها، وصولًا إلى تقديمها للزبون كقطعة فنية فريدة من نوعها.
ويُؤمن محمد بأن صناعة السبح ستظل قائمة ومزدهرة، فهي تُمثل تراثًا ثقافيًا هامًا يُجسد إبداع الحرفيين العرب. ويسعى محمد لنقل خبرته للأجيال القادمة، مُحافظًا على هذه الحرفة العريقة من الاندثار.