في حي العطارين.. أمهر صناع المشغولات النحاسية والحديدية في العالم

كتب: كريم محمد حامد

تُعدّ المشغولات النحاسية والحديدية من أقدم الصناعات اليدوية في تاريخ الحضارة المصرية، ولا تزال المناطق التراثية في مصر عامرة بمثل هذه الحرف التي لاتزال قادرة على مقاومة التغيير، وقد استخدم الإنسان هذين المعدنين منذ القدم في صناعة مختلف الأدوات والأواني التي تُستخدم في الحياة اليومية.

يتميز النحاس بخصائص فريدة تجعله مثاليًا لصناعة المشغولات اليدوية، فهو معدن لين وقابل للطرق والتلميع، مما يسهل تشكيله بأشكال وأحجام مختلفة. كما يتميز بقدرته على مقاومة الصدأ والتآكل، مما يجعله يدوم لفترات طويلة

أما الحديد، فهو معدن صلب وقوي يُستخدم في صناعة الأدوات الأكثر متانةً، مثل الأدوات الزراعية والأسلحة.

وقد حظيت المشغولات النحاسية والحديدية بمكانة مرموقة في الثقافة المصرية القديمة، حيث استخدمها المصريون في صناعة مختلف الأدوات المنزلية، مثل الأواني والمباخر والتماثيل الدينية. كما استخدموها في صناعة الأسلحة والدروع والمجوهرات.

وحتى وقت قريب، كانت المشغولات النحاسية والحديدية من أهم مكونات جهاز العروس في الريف المصري، حيث كان يُصنع منها السرير وبعض فرش المنزل وأدوات المطبخ. وكانت الأسرة ميسورة الحال هي من تستطيع شراء هذه الأدوات، التي كانت تُعدّ رمزًا للثراء والازدهار.

ويُعدّ الصناع المصريون من أشهر وأمهر صناع المشغولات النحاسية والحديدية في العالم، وذلك بفضل خبرتهم الطويلة في هذه الصناعة وتقنياتهم المتوارثة عبر الأجيال، وتتمركز صناعة المشغولات النحاسية في مصر بمنطقة العطارين في وسط مدينة الإسكندرية، حيث تنتشر العديد من الورش التي تُنتج مختلف أنواع المشغولات النحاسية، مثل الأواني والمباخر والتحف الفنية.

أما صناعة المشغولات الحديدية، فتنتشر بشكل أساسي في القرى الريفية، حيث يصنعها الحرفيون المحليون باستخدام الأدوات البسيطة والتقنيات التقليدية، وعلى الرغم من انتشار الأجهزة الحديثة التي حلت محلّ العديد من الأدوات النحاسية والحديدية، إلا أن هذه الصناعة لم تنقرض تمامًا.

فما زال هناك العديد من الأشخاص الذين يُقدّرون قيمة هذه المشغولات ويُفضّلون استخدامها في حياتهم اليومية، وذلك لما تتمتع به من جمال وفخامة ودقة تصنيع، كما أن هناك إقبالًا متزايدًا على اقتناء هذه المشغولات كقطع ديكور منزلية أو كهدايا مميزة.

Scroll to Top