في ورشة "عم محمد".. النجارة فن وإبداع

حوار: محمد رفعت

العاملون بمهنة النجارة هم أصحاب قصص إنسانية تستحق أن تُروى.. عم محمد محروس الأزاز، صاحب الـ62 عامًا هو أحد رموز هذه المهنة القديمة في مصر، حيث تقع ورشته العتيقة بشارع جامع أبوبكر الصديق التجاري بمنطقة المقطم، قلب القاهرة القديمة النابض بالحياة.. هناك في ورشته التي تمثل عالمه الخاص التقيناه بينما كان يمارس هوايته المفضلة في العمل.. فكان هذا الحوار.

هل يمكنك أن تخبرنا عن مهنة النجارة وكيف بدأت العمل بها؟

أعمل نجارًا منذ أن كنت طفلًا صغيرًا، وقد تعلمت المهنة من والدي الذي كان نجارًا أيضًا، لقد نشأت في هذا الشارع ورأيت والدي يعمل في هذه الورشة منذ الصغر، فتعلمت منه الكثير عن المهنة وأحببتها، كما عملت فترة مع أخويا بورشته عن حب وهواية أيضًا، فالنجارة تجري في دمي، وهي المهنة التي لم أستطع أن أغيرها أو أذهب إلى مهنة أخرى لأنها متوارثة، وهي بالنسبة لي أكل عيشي ومصدر دخلي الوحيد.

لماذا يصفون النجارة بأنها مهنة فنية تتطلب مهارات خاصة؟

بالطبع هذه حقيقة، لأن الشغل في النجارة عبارة عن فن وابتكارات من رسوم وتصميمات وإبداعات، ويجب أن يكون لدى النجار قدر من الحس الفني والقدرة على الاختيار بين التصميمات وإتقان براعة التنفيذ ونقل التصميم من الورق إلى الحقيقة من خلال تشكيل الخشب وتقطيعه بمقاسات دقيقة وحسابات معينة، ولذلك فهي مهنة دقيقة فكل قطعة لها مقاس معين ويتم حساب المقاس بالملليمتر، وهذا بطبيعة الحال يتطلب أن يكون النجار متعلما وواعيا لكل التفاصيل المطلوبة في العمل.

هل أثر شغل النجارة بورشة الوالد وبعدها ورشة الأخ على دراستك؟

إطلاقًا، فقد كنت أدرس بجانب الشغل، فأنا حاصل على ليسانس أصول الدين، من جامعة الأزهر، فالمهنة لم تتعارض مع دراستي، بل بالعكس كانت سببًا في نجاحي الدراسي، فمن خلال دخل الأسرة منها استطعت أن أستكمل دراستي، وكان الوالد حريصا على تعليمنا ومستقبلنا.

هل تؤثر طبيعة شغلك على علاقاتك الاجتماعية وزياراتك العائلية؟

أكيد طبعا، لأنني أنزل الورشة يوميًا من الساعة 8 أو9 صباحًا حسب طبيعة وضغط الشغل، وبالتالي أنا مُقِل جدًا في الزيارات العائلية لأن وقتي كله للورشة، كما أن العمل في النجارة يستهوي النجار ويملك وقته، ولذلك فإن الورشة بالنسبة له هي عالمه الخاص الذي لا يمل من البقاء فيه وممارسة هوايته المفضلة في التعامل مع الأخشاب.

ما أعمال النجار التي تقوم بها في الورشة؟

أقوم بصنع جميع أنواع الأثاث الخشبي، مثل: غرف النوم، والمطابخ، والمكاتب، والدواليب، والأبواب، والنوافذ، وغيرها. كما أقوم بإصلاح الأثاث القديم وتجديده، ورفضت الوظيفة واشتغلت فترة مع أخي بورشته، ثم اشتغلت شغل حر مع شركات كبيرة بوزارة الخارجية، واشتغلت بالفور سيزون، واشتغلت لعائلات كبيرة، وفرشت غرف بقرى سياحية فى شرم الشيخ، حتى استطعت أن يكون لي ورشة خاصة بى.

ما هي أكثر أنواع الأثاث طلبًا من الزبائن؟

تختلف طلبات الزبائن حسب احتياجاتهم وأذواقهم، ولكن بشكل عام، أكثر أنواع الأثاث طلبًا هي غرف النوم والمطابخ، والأبواب.

ما هي التحديات التي تواجهها في عملك؟

التحديات التى تواجهني في عملي تتمثل في: ارتفاع أسعار المواد الخام، وقلة العمالة الماهرة، ومنافسة الشركات الكبيرة.

ما هي النصائح التي تقدمها للشباب الذين يرغبون في تعلم مهنة النجارة؟

أنصح الشباب بالصبر والمثابرة والجدية فى العمل والالتزام، وأن يتعلموا المهنة على يد نجار خبير صاحب تجربة وخبرة طويلة فى مهنة النجارة، وأن يحرصوا على تطوير مهاراتهم باستمرار.

Scroll to Top