مصطفى رمان .. أول "صنايعي جبس" مصري يصل إلى العالمية
حوار: يوسف سامي - يسى روماني
اخر المواضيع
مصطفی رمان صانع وفنان في تشكيل قوالب الجبس، نشأ في قرية صغيرة في أبو المطامير بالبحيرة، وعلى الرغم من بدايته المتواضعة، إلا أنه استطاع أن يحظى بشهرة عالمية وانتشار واسع لأعماله، حيث تجاوزت أعماله حدود الدول العربية ووصلت إلى تركيا والهند والأرجنتين وروسيا وباكستان والبرازيل حتى واشنطن، حيث تلقى دعوة من وزارة التجارة الأمريكية لتدريب العمال الأمريكيين على صناعة الجبس، رغم هذا النجاح الباهر، إلا أن مصطفى لا يزال يحمل طموحات كبيرة لتحقيقها في هذه المهنة التي ورثها عن أجداده.. في السطور القادمة، يروي مصطفى في حواره مع “باب رزق” رحلته في عالم تشكيل الجبس والمصاعب التي واجهته في هذا المجال، وإلى نص الحوار.
كيف كانت بداية عملك بهذه المهنة؟ ولماذا اخترتها دون بقية المهن؟
اخترت هذه المهنة بسبب أنها مهنة العائلة من الأجداد إلى الأبناء وصولا للأحفاد، فهي مهنة موروثة، حيث كان لدي شغف منذ الصغر بها، وكنت أحب الذهاب مع والدي إلى العمل لأراه وهو يعمل وكان أكثر الأوقات المفضلة لدي لأنني كنت أحب اكتشاف ما وراء رسم وتشكيل الجبس، لذلك عندما كنت أعود إلى المنزل كنت أستمر في الرسم بالجبس والتحقت بالمدرسة الفنية، وكانت أفضل مادة عندي هي الرسم فشغف هذه المهنة كان يرافقني في جميع الأماكن.
ما الذي تصنعه بالجبس؟ وما هو المختلف لديك عن باقي صناع الجبس الآخرين؟
الجبس مختص بالزخارف، وهو مادة سهل التعامل معه في التشكيل وخفيف وغير مكلف، ويمتلك الجبس مرونة عالية في النحت أو التركيب، وهو المادة المفضلة في صناعة الزخارف في الديكور ونحت التماثيل وجميع أشكال الأثاث، وبالنسبة لما يجعلني مختلفًا عن باقي الصناع الآخرين هو هوسي وشغفي بالفن والرسومات، فأنا أحاول تطبيق ما أتعلمه من هذه الفنون في عملي من خلال تطبيق رسومات معينة على الجبس أو نحت أشكال تضفي طابعًا فنيًا للمكان الذي توضع فيه هذه الزخارف أو المنحوتات.
أين بدأت مشوارك مع هذه المهنة؟
بدأت مشواري مع هذه المهنة في قرية صغيرة في مدينة أبو المطامير في البحيرة في ريف مصر، ولم يكن وقتها هناك أي وجود لمواقع التواصل الاجتماعي، فكان التسويق أو الترويج لأعمالي يقتصر على الجيران والأصدقاء والأقارب فقط, وبعد ذلك عملت في القاهرة، وكان هناك بعض الشخصيات الهامة تطلب عملي من جميع محافظات الجمهورية وخاصة محافظتي القاهرة والجيزة، لأنه من خلال الجبس يتم صنع العديد من الأشكال الفنية الثمينة والتي تزداد قيمتها كلما مر عليها وقت.
كيف انتقلت بعملك من مصر إلى الخارج؟ وما أسباب هذه الشهرة العالمية؟
أول عمل شاركت به خارج مصر يعود لأكثر من 15 عاما، وكان هذا العمل في دولة الإمارات، وبالتحديد في إمارة دبي، ومن هنا بدأ عملي وسمعتي تنتشر بصورة أكبر، وخصوصًا مع السعر المناسب والالتزام والجودة وكثيرون كانوا يسألون عني, وبعد ذلك بدأت أعمالي تصل لعدة دولة عربية ومنها الأردن والسعودية وقطر ومن خلال هذه المحطات استطعت الوصول إلى الدول الغربية.
كيف استطعت الالتحاق بنقابة العاملين في الجبس في واشنطن ؟
نحن لدينا عملاء كثيرون في أمريكا. وكان سبب الوصول لنقابة العاملين في الجبس بواشنطن هي شركة كبيرة جدا ومنتشرة ولها اسمها وتاريخها، وكان المسئولون بالشركة معجبين بأعمالي، وتحدثوا معي وطلبوا مني تدريب العاملين في أمريكا وقدموا طلبا لوزارة التجارة هناك لكي أستطيع أن أسافر لأمريكا، بالإضافة إلى أنهم قرروا إصدار قرار بأن أقوم بتدريب عمال في النقابة نفسها.
ما أكثر بلد عملت به وأعجبك؟
سافرت إلى العديد من الدول في أوروبا وأمريكا الشمالية، ولكنني أحب روسيا جدا. حيث أن لدي العديد من الأصدقاء المقربين جدًا، لدرجة أنهم في بعض الأحيان يأتون إلي في منزلي ونتبادل الزيارات, ولدينا علاقة ود ومحبة واحترام، كما ان لدي بعض الصداقات في البرازيل أيضًا.
ما هي المعوقات التي تواجهك في عملك؟ وكيف تستطيع التغلب عليها؟
من المعوقات التي تقابلني أن بيئة عملي تحكمني في أن أتعامل مع عميل في دولة مختلفة عبر الإنترنت ونكون مختلفين عن بعض في اللغات والثقافة والدين، وهذا أمر صعب لأنه من حقه أن يتأكد من طبيعة عملي والمنتج الذي أقدمه من خلال الصور والفيديوهات وفي هذه المواقف لابد أن أقنعه بلغتي وثقافتي، وبعد ذلك يقوم بتحويل الأموال بدون أي ضمانات. فهذا الموضوع غير بسيط إطلاقًا، ولكن تظل آراء العملاء الصادقين سندًا لنا في انتشارنا.
ما طموحاتك التي تريد تحقيقها في هذه المهنة؟
هناك العديد من الطموحات التي أتمنى تحقيقها من خلال عملي، ومنها أن أحافظ على السمعة الطيبة والضمير وحبي وشغفي لعملي، وأن أصل لأعلى النجاح، فلا يوجد سقف لطموحي، وأسعى دائمًا لأن أطور من عملي، وأن أكون مميزًا في الخدمة الخاصة بي فالحفاظ على النجاح هو قمة النجاح، وأتمنى أن أسافر إلى دول كثيرة، وأن يكون لدي علاقات في شركات أكثر وأتمنى النجاح لي ولكل أصدقائي في هذا المجال.
ما النصائح التي تريد توجيهها للشباب المقبل على العمل؟
أحب أن أنصح الشباب المقبل على العمل بالعديد من الأشياء، ومنها أن تكون صادقًا في عملك ومجتهدًا ومثابرًا، بالإضافة إلى الالتزام فهو أهم عنصر في هذه العناصر، لأنك إذا لم تلتزم بعملك التزامًا تامًا سواء إذا كان أمام العميل الخاص بك أو مديرك في العمل أو أمام نفسك فلن تستطيع النجاح في العمل الخاص بك.