رحلة إلى العالم المنسي للخيامية.. "شريف" يكشف أوجاع المهنة التراثية

حوار: يوسف سامي

تعتبر مهنة الخيامية من أقدم المهن التراثية الموجودة في التراث والثقافة المصرية، حيث تعود هذه المهنة للمصريين القدماء، فهي إذن مهنة تراثية مصرية خالصة، وذلك بسبب أنه لا توجد أي دولة تستطيع أن تعمل في مهنة الخيامية بالطريقة والكيفية التي تشتهر بها مصر، بالإضافة إلى وجود حي كامل في القاهرة يحمل اسم حي الخيامية، والذي يحتشد به محترفو هذه الصناعة، ومن بينهم شريف أيمن، صاحب أحد دكاكين الخيامية بمصر القديمة، حيث يحدثنا عن المهنة والصعوبات التي تواجهها حاليا وكيف استطاعت أن تتحدى الانقراض؟

متى بدأت العمل بالخيامية؟ ولماذا اخترت هذه المهنة؟

بدأت العمل كمحترف في هذه المهنة في محل والدي منذ أكثر من ٢٥ عامًا، وجاء ذلك بعد اتمامي فترة التعليم الأكاديمي الخاصة بي، حيث إنني تخرجت في كلية التجارة بجامعة عين شمس. وقد اخترت العمل في هذه المهنة بسبب أنها بالنسبة لي ليست مجرد مهنة بل هي شغفي في الحياة، وذلك بسبب تعلقي بها منذ صغري، وبدأ هذ العشق عندما كنت أرى والدي وهو يعمل في العديد من أشكال الخيامية الجميلة، والتي فتنتني ببراعتها وجمالها، ومنذ ذلك الوقت اتخذت قرارًا بأن أعمل في هذه المهنة لبقية حياتي.

ما الذي يميز مهنة الخيامية من حيث منتجها الفني؟ وكيف يتم تصنيع هذه الأشكال المميزة؟

الخيامية هي مهنة تعتمد علي الحس الفني في إنتاجها حيث تعتمد على إنتاج الرسومات والأشكال وتنفيذها من خلال عنصرين وهما الإبرة والخيط. وتمر صناعة أشكال الخيامية بأربع مراحل: المرحلة الأولى وهي التفكير في رسمة وتنفيذها على أي نوع من أنواع القماش، المرحلة الثانية يتم من خلالها إعادة رسم نفس الشكل مرة أخرى على نوع من القماش الخفيف، المرحلة الثالثة يتم من خلالها تحديد الأرضية الخاصة بالشكل وبداية عملية الخياطة، المرحلة الرابعة يتم خلالها وضع القطعة الأخيرة للقماش وإعادة الخياطة مرة أخرى لتصل قطعة الخيامية إلى شكلها النهائي.

ما تعليقك على أن هذه المهنة مهددة بالاندثار خاصة مع تطور التكنولوجيا واختلاف الأذواق؟

لا أرى ذلك، بفضل أنها مهنة تتوارثها الأجيال، بمعنى أن هذه المهنة قد صمدت في وجه خطر الاندثار على مدار ألفي عام، وذلك على الرغم من اندثار الكثير من المهن الأخرى التي كانت موجودة وقتها.

ما التحديات والصعوبات التي تواجه العاملين بهذه المهنة؟

نواجه العديد من المشكلات في عملنا، وتتمثل هذه المشاكل في الآتي، أولا: حالة الركود العامة التي تتعرض لها المهنة سواء كان في البيع أو الشراء، ثانيًا: غلاء أسعار المواد اللأزمة لإنتاج الخيامية مثل القماش، ثالثًا: تصنيف منتجات الخيامية كمواد ترفيهية وليست أساسية ذلك ما أدي إلى قلة توافد المصريين على الشراء بسبب الحالة الاقتصادية الحالية وتركيزهم على المواد الأساسية في الوقت الحالي مما أدى إلى اعتماد المهنة بشكل كبير على السياحة.

ما أبرز المراحل التي مرت بها المهنة؟

مرت مهنة الخيامية بالعديد من المراحل ومن أهم هذه المراحل: إنتاج الرسومات والأشكال الخاصة بالأفراح وأماكن العزاء وتصميم الأشكال التي يتم وضعها واستخدامها داخل المنازل والفنادق، لكنها انتقلت في الفترة الحالية إلى تصنيع الأشكال والرسومات التي تجذب انتباه السياح من أجل أن يقوموا بالشراء.

ما هي أنواع منتجات الخيامية؟ وأي نوع هو الأكثر طلبًا؟

تتمثل أنواع الخيامية في نوعين: النوع الأول هو النوع اليدوي وهو الأكثر طلبًا، وذلك بسبب ما يتمتع به من رسومات وأشكال فنية وإبداعية جميلة مما يجعله أكثر طلبًا من السياح، والنوع الثاني: هو الذي يتم إنتاجه من خلال آلات، وهذا النوع هو الأقل طلبًا وذلك بسبب عدم وجود الحس الفني والإبداعي به.

ما طموحاتك لمهنة الخيامية؟ وهل يمكن أن تعود لسابق عصرها؟

أتمنى أن تعود المهنة مرة أخرى لمكانتها التاريخية والثقافية التي طالما مثلتها في التاريخ الثقافي والفني المصري، وأتمنى أيضًا أن تتحسن الحالة الاقتصادية والمادية الخاصة بالعاملين والحرفيين في هذه المهنة وأن يحصلوا على التقدير الذي يستحقونه كفنانين ومبدعين، وأعتقد أن المهنة ستظل تقاوم لأن لها بصمة خاصة في تاريخ المصريين.

Scroll to Top